كتب الشاعر السودانى الاستاذ زكي مكى اسماعيل ملحمة حزينة يودع فيها ابنته الصغيرة ارهاف التى فجر فقدها فى اعماقه ينابيع الحزن والشعر خاصة انها ماتت فى ظروف مفجعه ولقد نالت هذه القصيدة الجائزة الاولى فى مسابقة نظمها تلفزيون الشرق الاوسط من بين 3500 قصيدة لشعراء من العالم العربى واليكم جزء من ابيات هذه القصيدة
ارهاف صور تمر بخاطرى ..
حفلت بالوان البراءة والعفاف
ارهاف من شط الخليج الى المدائن والضفاف
ارهاف تبتدئ الشريط ..
ارهاف فى وسط الشريط
ارهاف خاتمة المطاف ..
ارهاف تمسك بالقلم .. وتحوم حول وريقة
تحبو اناملها وتضغط بارتجاف..
ارهاف ترسم بطة .. ارهاف ترسم قطة..
وهناك أسرب من خراف
ارهاف اهديها كتابا فتروح تملؤه الرسوم
من الغلاف الى الغلاف
ارهاف فى ثوب الجمال توشحت كعروس فى ليل الزفاف
ارهاف تمطرنى القبل فى كل بقعة من فمى
فوق الجباه وعلى الجبين
وتعيد دورتها على وجهى تقبل فى طواف
ارهاف تشكو من شقيقتها وقد نشب الخلاف
ايمان تضربها فتصرخ وتستغيث
فأهم اضربها لها ..
ارهاف تمنعنى وينفض الخلاف ..
ارهاف كانت تعشق المانجو على مر السنين
لما يا ترى؟ .
الا انه حمضى والاطفال للاحماض دوما عاشقون
ام انه قد كان يشابه لونها القمحى والخد الخجول
لكننى الان ادركت السبب!!
ارهاف تعشقه يشابه حالها
حال التجمد والسكون
فيه الشحوب وغضبة الاجل العجول
ولانه لون الجفاف اذا تمدد بالصحارى والسهول
ولانه لون الوداع لموسم الدرت الجميل على الحقول
ولانه لون الرحيل لكل خير
سوف يذهب او يزول
ارهاف كانت قمة فى الذوق والكرم الاصيل
كانت كقامة كبرياء تعلو كاشجار النخيل
ارهاف كانت آية للطهر والخلق الجميل
كانت كضوء الشمس منتشراً تبعثر فى الاصيل
والان كسفت شمسها وازفت لتعلن الرحيل
ارهاف كنت وعدتها يوما
ساحضر فى الصباح فواكها
وشرائح بسكويت
ونسيت بعض الحاجيات
فى زحمة الاسواق والعيش المميت
ارهاف تفحص كل كيس الحاجيات
ارهاف ترفض كل اشيائي
تقول ابي.. ابيت
بنتى تخاصمنى .. وتقول غششتني
انا لم اغش صغيرتى .. اني نسيت
ارهاف كانت تعلمنى الكثير
ومن مناهلها ارتويت
كانت بحق كبيرة وانا الصغير بها اهتديت
ارهاف لن انساك ابداً ما حييت
ارهاف ما كانت كأطفال الفريق
كانت ملامحها الرزانة والامانة والنعومة والشفيق
كانت اذا جاءت تريد حوائجاً
تدنو تخاطبنى باسلوب رقيق
فاضمها وتضمنى
ضم الصديق الى الصديق
ابتي اريد البسكويت
احضره الى .. فألبي رغبتها بمشوار الطريق
ارهاف يا طفلة لله درك من كنار
يا طفلة حذقت بفطنتها فنون الاختيار
كانت تنسق بين لون شريطها وقميصها
وحذائها حتى الجوارب والزرار
كانت تشد الانتباه وتعلم الذوق الصغار
كانت تميل الى اللطافة والظرافة والهظار
صور تمر بخاطرى
واراك يا ارهاف فى ثوب التخرج والنجاح
واراك يا ارهاف فى حلل التفوق والفلاح
ارهاف ترعى مكتبتى
كرئيسة للتيم تعمل فى المدائن والبطاح
ارهاف فى ثوب الزفاف سعيدة نشوى يزينها وشاح
ارهاف تمرح فى حديقة بيتها تلهو وابنتها صباح
ارهاف يصحبها عصام شقيقها ويعيدها عند الرواح
ارهاف واقعنا تجهم ويحه
اين المشارق والاضاءة والصباح؟
ارهاف لن يجدي البكاء عليك لن يجدي النواح
ارهاف أوّدعدناك للرحمن من اكبادنا.
ارهاف ترقد فى السرير
ارهاف ترقص للطبيب
وبين ساحات المكان اطفال عنبرها
يصفقون فى حنان .. عجبي لهم
اشباه اطفال .. تموت ويرقصون ويحلمون
يا وحشتى هى رقصة المذبوح
من وجع الزمان
هى رقصة الطير المرفرف للنعيم وللجنان
ارهاف كانت تجود بكل ما نعطي اليها بلا جدال
ارهاف تهدى للطبيب فواكها فيقول لا
فتصر تدفنها جزاءً فى يديه
خذها لابنتك اعتدال
فيجيبها حسنا .. لاجلك واعتدال
ويعود بعد قليل مبتسماً ليهديها عصير البرتقال
ارهاف ترقد فى السرير عليلة
ماما تشاهدها فتنهمر الدموع
اماه لا تبكى عليّ .. ساموت ان تبكى عليّ
غدا ستنطفئ الشموع
ارهاف اكبر من مدارك طفلة
فاقت حصافتها الجموع
والام تمسح دمعها وتقول
هيا اضحكي حتى اكفكف ذي الدموع
عجبي لها
ارهاف رغم قساوة الوجع المؤجج فى الضلوع
ارهاف تختزن الدموع وتبتسم
ارهاف تختزن الدموع
ارهاف تختزن الدموع
ارهاف لم نفرح صباح العيد مثل الاخرين
ارهاف لم نذبح صباح العيد مثل الاخرين
هى سنه لله نقيمها على مر السنين
واليوم نتركها فداك حبيبتى
لا حلم لا حلوى لا فستان يا محبوبتى
لا شئ مما تشتهي ايمان او ما تشتهين
ابتاه يا ارهاف يعجز عن شراء البنسلين
اين الدراهم تفتديك حبيبتي
لتوفر الترياق للداء اللعين
والله نسأل ان يكلل سعينا
ويتم نعمته عليك وتضحكين
ارهاف مهجتنا فداك
شفاك رب العالمين
ارهاف جاء البنسلين
ارهاف نأمل فى الشفاء
والكل يرفع الاكف للسماء
ارهاف ترتشف الدواء
لكنه مسخ يؤرقها وداء
غشـــــــــوا الدواء
غلّفوا الاوهام بالاوراق باعوها الدواء
ارهاف صور تمر بخاطرى ..
حفلت بالوان البراءة والعفاف
ارهاف من شط الخليج الى المدائن والضفاف
ارهاف تبتدئ الشريط ..
ارهاف فى وسط الشريط
ارهاف خاتمة المطاف ..
ارهاف تمسك بالقلم .. وتحوم حول وريقة
تحبو اناملها وتضغط بارتجاف..
ارهاف ترسم بطة .. ارهاف ترسم قطة..
وهناك أسرب من خراف
ارهاف اهديها كتابا فتروح تملؤه الرسوم
من الغلاف الى الغلاف
ارهاف فى ثوب الجمال توشحت كعروس فى ليل الزفاف
ارهاف تمطرنى القبل فى كل بقعة من فمى
فوق الجباه وعلى الجبين
وتعيد دورتها على وجهى تقبل فى طواف
ارهاف تشكو من شقيقتها وقد نشب الخلاف
ايمان تضربها فتصرخ وتستغيث
فأهم اضربها لها ..
ارهاف تمنعنى وينفض الخلاف ..
ارهاف كانت تعشق المانجو على مر السنين
لما يا ترى؟ .
الا انه حمضى والاطفال للاحماض دوما عاشقون
ام انه قد كان يشابه لونها القمحى والخد الخجول
لكننى الان ادركت السبب!!
ارهاف تعشقه يشابه حالها
حال التجمد والسكون
فيه الشحوب وغضبة الاجل العجول
ولانه لون الجفاف اذا تمدد بالصحارى والسهول
ولانه لون الوداع لموسم الدرت الجميل على الحقول
ولانه لون الرحيل لكل خير
سوف يذهب او يزول
ارهاف كانت قمة فى الذوق والكرم الاصيل
كانت كقامة كبرياء تعلو كاشجار النخيل
ارهاف كانت آية للطهر والخلق الجميل
كانت كضوء الشمس منتشراً تبعثر فى الاصيل
والان كسفت شمسها وازفت لتعلن الرحيل
ارهاف كنت وعدتها يوما
ساحضر فى الصباح فواكها
وشرائح بسكويت
ونسيت بعض الحاجيات
فى زحمة الاسواق والعيش المميت
ارهاف تفحص كل كيس الحاجيات
ارهاف ترفض كل اشيائي
تقول ابي.. ابيت
بنتى تخاصمنى .. وتقول غششتني
انا لم اغش صغيرتى .. اني نسيت
ارهاف كانت تعلمنى الكثير
ومن مناهلها ارتويت
كانت بحق كبيرة وانا الصغير بها اهتديت
ارهاف لن انساك ابداً ما حييت
ارهاف ما كانت كأطفال الفريق
كانت ملامحها الرزانة والامانة والنعومة والشفيق
كانت اذا جاءت تريد حوائجاً
تدنو تخاطبنى باسلوب رقيق
فاضمها وتضمنى
ضم الصديق الى الصديق
ابتي اريد البسكويت
احضره الى .. فألبي رغبتها بمشوار الطريق
ارهاف يا طفلة لله درك من كنار
يا طفلة حذقت بفطنتها فنون الاختيار
كانت تنسق بين لون شريطها وقميصها
وحذائها حتى الجوارب والزرار
كانت تشد الانتباه وتعلم الذوق الصغار
كانت تميل الى اللطافة والظرافة والهظار
صور تمر بخاطرى
واراك يا ارهاف فى ثوب التخرج والنجاح
واراك يا ارهاف فى حلل التفوق والفلاح
ارهاف ترعى مكتبتى
كرئيسة للتيم تعمل فى المدائن والبطاح
ارهاف فى ثوب الزفاف سعيدة نشوى يزينها وشاح
ارهاف تمرح فى حديقة بيتها تلهو وابنتها صباح
ارهاف يصحبها عصام شقيقها ويعيدها عند الرواح
ارهاف واقعنا تجهم ويحه
اين المشارق والاضاءة والصباح؟
ارهاف لن يجدي البكاء عليك لن يجدي النواح
ارهاف أوّدعدناك للرحمن من اكبادنا.
ارهاف ترقد فى السرير
ارهاف ترقص للطبيب
وبين ساحات المكان اطفال عنبرها
يصفقون فى حنان .. عجبي لهم
اشباه اطفال .. تموت ويرقصون ويحلمون
يا وحشتى هى رقصة المذبوح
من وجع الزمان
هى رقصة الطير المرفرف للنعيم وللجنان
ارهاف كانت تجود بكل ما نعطي اليها بلا جدال
ارهاف تهدى للطبيب فواكها فيقول لا
فتصر تدفنها جزاءً فى يديه
خذها لابنتك اعتدال
فيجيبها حسنا .. لاجلك واعتدال
ويعود بعد قليل مبتسماً ليهديها عصير البرتقال
ارهاف ترقد فى السرير عليلة
ماما تشاهدها فتنهمر الدموع
اماه لا تبكى عليّ .. ساموت ان تبكى عليّ
غدا ستنطفئ الشموع
ارهاف اكبر من مدارك طفلة
فاقت حصافتها الجموع
والام تمسح دمعها وتقول
هيا اضحكي حتى اكفكف ذي الدموع
عجبي لها
ارهاف رغم قساوة الوجع المؤجج فى الضلوع
ارهاف تختزن الدموع وتبتسم
ارهاف تختزن الدموع
ارهاف تختزن الدموع
ارهاف لم نفرح صباح العيد مثل الاخرين
ارهاف لم نذبح صباح العيد مثل الاخرين
هى سنه لله نقيمها على مر السنين
واليوم نتركها فداك حبيبتى
لا حلم لا حلوى لا فستان يا محبوبتى
لا شئ مما تشتهي ايمان او ما تشتهين
ابتاه يا ارهاف يعجز عن شراء البنسلين
اين الدراهم تفتديك حبيبتي
لتوفر الترياق للداء اللعين
والله نسأل ان يكلل سعينا
ويتم نعمته عليك وتضحكين
ارهاف مهجتنا فداك
شفاك رب العالمين
ارهاف جاء البنسلين
ارهاف نأمل فى الشفاء
والكل يرفع الاكف للسماء
ارهاف ترتشف الدواء
لكنه مسخ يؤرقها وداء
غشـــــــــوا الدواء
غلّفوا الاوهام بالاوراق باعوها الدواء