لاتفقد لمستك::
إذا كنت رساما ,فلا تهدر الوقت في البحث عن فكرة ما ,بل خذ فرشاتك ,وجرد ألوانك من أغمادها ,وسوف تجد الموضوع ماثلا في مخيلتك ,وعندئذ أترك الأفق مفتوحا أمام أصابعك ,وستري النتيجة المدهشة.
وإن كنت شاعرا ,فأحرص علي التشبث بلمستك الأدبية ,وأمنحها الفرصة كي ترصف حروفها الذهبية علي الأوراق ,فالقلم هو الذي يتلمس طريقه ,وهو وحده يعرف مواطن القوة والضعف ,ويتحسس بأهدابه السحرية مواطن الألم والإبداع والتألق ,فتأتي الكلمات مغلفة بأسوار الضوء والدهشة ,وتتحول المعاني إلي ومضات تملأ الدنيا بالرذاذ والألوان والأحلام الخضراء .
ومهما تكن صنعتك ,كن دائما حريصا علي التشبث بلمستك الإنسانية المبدعة ,وكن حنونا معها ,وفي بها,أمينا عليها ,تضعها حيث يجب أن تكون ,ولا تسمح للستائر القاتمة أن تحجبها عنك ,مهما تكن التأويلات ,فإنك من دونها خاسر بالتأكيد ,لأنها تمثل وجهك الآخر ,وتحمل بصماتك وطبيعة أنفاسك وفصيلة دمك .
إنها صوتك الخفي ,ونظراتك المؤجلة ,ونبضك الذي لا يخذلك .وإذا ما عرفت كيف تتعامل معها بشفافية ,فسوف تري منه العجب .....العجاب .