سيد ابراهيم الإثنين مايو 17, 2010 9:09 pm
كما يقال القلوب عند بعضها ياأخي هاشم ودائما الأحبه ذكراهم تدوم وشاء قدر الله أن يرحل عنا الخال عبدالعزيز ولا أعتراض في حكمه ونسأل الله أن يتغمد فقيدنا برحمته ويجعله من أهله وعباده الصالحين بجنات النعيم ..وفي الحقيقه يا إبن الخاله كلما أتذكره تدمع عيني لأنه كان صديقاً قبل أن يكون خالاً أعرفه منذ نعومة أظافري أتذكر يوم زواجه وكنت صغيراً وقتها لم أبلغ سن الدراسة . أعدت له( ُكجره ) بديوان الخال ابراهيم الأمين ( رحمه الله ) والكجرة بضم الكاف لا أعرفها إن كانت كلمة عربية أم رطانه ولكن معناها الحجرة المعدة لجلوس العريس المحاطه ببروش زاهيه الألوان والمفروشه ببروش كبيره من صنع العروس عليها فروه جديده من الجلد يقعد عليها العريس ويومئذ كانت الأفراح تدوم سبعة أيام والعريس يمكث أربعون يوماً لايخرج إلي العمل .وفي هذا العرس كان أهل القرية يجتمع حول العريس عبدالعزيز نهاراً خاصه وأنه كان قد أتي بمزياع كبير من نوع ترانسستور ذو بطارية كبيرة من الخلف وللحق أقول أننا جميعاً لأول مرة نري مزياعاً وكنا نستغرب كيف دخل الناس داخل هذا المزياع ويتحدثون ؟ وكنا لانعرف معني إرسال جوي وثقافتنا كانت محدوده وفي نطاق لعبة القفيً وهالب لب كم في الخط . وقد نالت نسوة القرية فيما بعد ثقافة عالية بمتابعتهن لربوع السودان والفنان بلاص ومن الطرائف كانت خالتي عواضه تطرب لأداء بلاص وفي أحد أيام برنامج ربوع السودان تأخرت عواضه عن الحضور لسبب ما فطلبت خالتي فاطمه عثمان قفل المزياع لحين حضور عواضه ظنناً منها أن القفل يؤدي إلي الإحتفاظ بالماده فضحك العارفين وضحكنا معهم دون أن نفهم هي علي صواب أم لا وبعد العرس غادر الخال عزيز إلي الخرطوم ( بلاد الغربة آنذاك ) مرتدياً بدلته العسكرية المكونة من رداء شورت كاكي وقميص بنفس اللون وحزام أسود عريض وطربوش مزين بريش النعام وبوت أسود وشراب أسود طويل يصل إلي الركبه وكان الصبية ينعتونه بأنه ( قوي ) لأنه يعمل مع الحكومه وكل منا يتمني أن يصير مثله عندما يكبر . لذا منذ الصغر كنت أكن له إحتراماً وتقديراً خاصاًوقد عرفته عن قرب عندما سكنا جيراناً بالخرطوم بحري الختميه وعرفته أكثر بعد أن إغتربنا بالسعوديه وكنت أشاغله وأمذح معه دائما ويتقبل مني ذلك ضاحكاً وكان يبوح لي بأسراره ويشعرني بأنني أخ صغير له وكنت أحترمه ويحترمني كثيراً وهكذا كانت معاملته للجميع . ومن نوادره ذكر لي بأنه عندما كان يعمل في الجيش بالكلية الحربيه وبينما هو منهمك بإصلاح شي ما حاشراً نفسه تحت العربة الجيب التي يقودها دخل عليه قائد الكلية اللواء أبوكدوك دون أن يشعر به وقد حياه الجميع إلا هو . عندها إستدعاه أبو كدوك إلي مكتبه مرسلاً له أحد الأفراد بأن يأتي بالعسكري الذي تحت العربة الجيب فجاء إليه العسكري وقال له القائد عايزك إنت عملت إيه قال قلت له القائد هنا؟ قال نعم دخل قبل شويه والجميع قاموا لتحيته قال قلت في نفسي خلاص باظت والله يستر وذلك لأن أبو كدوك معروف عنه الصرامة والحزم قال دخلت عليه بإلقاء تحيه عسكريه قويه ضارباً الأرض بأقصي قوة مع الإنضباط والإعتدال بعدها قال لي أنا دخلت من البوابه ووجدت الجميع لايعملون إلا أنت لذا قررت ترقيتك بإضافة شريط آخر فوق الذي معك فأنت مثال للجندي المخلص قال من يومها أحببت أبوكدوك رحم الله أبو كدوك ورحم الله الخال عبد العزيز واسكنه فسيح جناته...
عدل سابقا من قبل سيد ابراهيم في الإثنين مايو 24, 2010 1:48 pm عدل 1 مرات