المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية
حقائق وأرقام.... آمال وأوهام
منذ أوائل القرن العشرين والشعب الفلسطيني يواجه منفردًا مؤامرات وحروب تخللتها مجازر لم يعرفها التاريخ يومًا لانتزاع أرضه وتبديل هويته، كيف لا وهو يواجه فئة مجرمة شرسة من اليهود القادمين من بلاد مختلفة وبعيدة منتهجةً كل أساليب الشر والخبث؛ لطرد صاحب الأرض من أرضه وتشريده إلى المجهول بغية إنشاء كيان جديد على أنقاض تاريخ مقدس وجذور عربية.
كانت مقاومته الأولى تتمثل بالإضرابات والمظاهرات ثم تطوّر الأمر إلى المواجهة المسلحة البسيطة مقارنة بالقوة العسكرية الإسرائيلية المنظمة، فالشعب الفلسطيني مفتقر دومًا للتمويل المادي والعسكري، وسقط خلال هذه الآلاف من الشهداء دفاعًا عن الأرض والحرية.
وقررت الدول العربية 1964 تنظيم تلك المقاومة وتمثيلها عبر منظمة معتمدة من قِبلها، فأنشأت منظمة التحرير الفلسطينية وتولى رئاستها مجموعة بسيطة من الأفراد لفترة قصيرة، ثم أزاحتها مجموعة أخرى وهي "حركة فتح" برئاسة ياسر عرفات لتتولى فتح رئاسة المنظمة رسميًا، وتتزعم قوى المقاومة الفلسطينية .. كانت هذه الفترة ذهبية بما حققته من ضربات موجعة للمحتل الصهيوني امتدت حتى السبعينيات.
إعلان الدولة الفلسطينية
ولكن في 15 نوفمبر 1988 عقد المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعه في الجزائر ليعلن فيه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الدولة الفلسطينية على أراضي ال 67 وهنا بدأت مرحلة انتقالية جديدة تمثلت في مفاوضات طويلة نستعرضها معكم كحقائق وأرقام
تاريخ المفاوضات مع الصهاينة طيلة ستون عاماً وأكثر :
إنقر هنا لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
خطة تقسيم فلسطين هو الاسم الذي أُطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 ويُعرف بقرار 181، ويقضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، أي تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين، وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية.
الرفض والحروب كان حال المنطقة وامتد منذ ذلك الوقت وحتى انتهاء حرب 1973 لتبدأ هدنة مؤقتة ثم فصول من المفاوضات السرية والعلنية .
كانت بداية المفاوضات المباشرة والعلنية مع الكيان الصهيوني بين مصر وإسرائيل تمثلت في اتفاقية كامب ديفيد في 17 كانون الأول/سبتمبر 1978 كان فيها إقرار الحكم الذاتي للشعب الفلسطيني على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط .
مؤتمر مدريد للسلام
عقد اللقاء الأول وبشكل علني بين إسرائيل والدول العربية في 30 تشرين أول/أكتوبر- 1 تشرين ثاني/نوفمبر 1991 لوضع الخطوات الأولى نحو معاهدة السلام وإقرار الحق الفلسطيني وتم الإتفاق على مواصلة اللقاءات الثنائية لتحقيق السلام الشامل.
اتفاقية أوسلو
و تعتبر اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لإتمامها في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.
ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
اتفاق القاهرة
اتفاق القاهرة عام 1995: والذي وقعته إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية بوساطة أمريكية ومصرية في الرابع من مايو/ أيار عام 1994. ونصت تلك الاتفاقية على قيام حكم ذاتي فلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية، يمهد بالتدريج لقيام دولة فلسطينية مستقلة في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل. بيد أنه بعد مرور خمسة عشر عاما من اتفاق القاهرة يبدو أن كلا الطرفين بعيدان كلّ البعد عن تلك الأهداف، التي كانت قد رُسمت من قبل، كما يبدو أن تلك الآمال قد ذهبت أدراج الرياح.
اتفاق طابا
في 28 سبتمبر 1995 تم التوقيع على هذا الاتفاق في مدينة طابا المصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وعرف هذا الاتفاق باتفاق المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية. حيث تعهدت إسرائيل بالانسحاب من 6 مدن عربية رئيسة و400 قرية بداية 1996، وانتخاب 82 عضوًا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
اتفاق واي ريفر
اتفاق واي ريفر الأول 1998:
مُهّد لهذا الاتفاق باجتماع رئاسي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1998 ضم الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في منتجع واي ريفر.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول تم التوقيع على الاتفاق المشهور "باتفاق واي ريفر".وينص الاتفاق على مبدأ الأرض مقابل الأمن وأن إسرائيل ستنفذ مرحلة جديدة من إعادة الانتشار في 13% من الضفة الغربية مقابل قيام السلطة الفلسطينية بتكثيف حملتها ضد "العنف".
اتفاق واي ريفر الثاني 1999:
وقعه مع السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على الأساس نفسه الذي عقدت عليه "اتفاقية واي ريفر الأولى".
فقد وقع الطرفان بشرم الشيخ بمصر في يوم 4 سبتمبر/أيلول 1999 اتفاقية سميت "واي ريفر الثانية". وفي هذه الاتفاقية تم تعديل وتوضيح بعض نقاط "واي ريفر الأولى" مثل إعادة الانتشار وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وغير ذلك.
تقرير ميتشل
في 2001 قدمت اللجنة المشكلة برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل مقترحات سميت باسم "تقرير لجنة ميتشل".
خارطة الطريق
وفى عام 2002 جاءت خارطة الطريق وهو الاسم الذي أُطلق على مبادرة سلام في الشرق الأوسط. حيث كان هدف المبادرة بدء محادثات للتوصل إلى حل نهائي لتسوية سلمية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 وهي عبارة عن خطة سلام أعدّتها اللجنة الرباعية التي تضم كلًا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وتركز هذه الخارطة على نقاط من بينها: إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005، وهو ما لم يقع.
فالصهاينة بعد تأمل لها وإدخال شروطهم عليها قد قبلوها راجين منها أن تؤتي أكلها في تحجيم المعاناة اليهودية والمتمثلة في القلق الشعبي والصراعات الداخلية السياسية وانهيار المعنويات العسكرية وتخبط الاقتصاد في الدولة اليهودية جرّاء (العنف الفلسطيني) والانتفاضة التي احتار الجميع في حصارها وترويضها.
أما الجانب الفلسطيني المفاوض فلا شك أن حال السلطة الوطنية الفلسطينية أشد حرجًا أمام شعبها حيث فشلت على مدى سنوات عملية التفاوض السلمية ولم تفلح من خلالها أن تكون شيئًا أكثر من سوط في يد الجلاد الإسرائيلي وورقة توت لإسرائيل تقنن الوجود الإسرائيلي وتساعد الاحتلال.
هي ليست خارطة طريق ولكنها الشكل النهائي لإعلان وفاة العرب وصيغة العمل الجماعي العربي والإسلامي، وعلى شعوب المنطقة وأنظمتها أن تعي ما يُحاك لها. فهذه ليست خارطة طريق فحسب! ولكنها في الحقيقة خارطة طريق للقضاء النهائي على مقومات البقاء السياسي والثقافي والديني في العالمين العربي والإسلامي وما ذلك إلا تمهيدًا عمليًا لإقامة إسرائيل الكبرى تحقيقًا لنبوءات التوراة والإنجيل .
مؤتمر أنابوليس
و في 2007 دعا الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إلى عقد مؤتمر للسلام يُطلق مباحثات من أجل الوصول إلى حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية ذات حدود متصلة وقابلة للحياة عرف بمؤتمر أنابوليس.
انطلقت مفاوضات ماراثونية بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، وفي نهاية 2008 توقفت المفاوضات بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنها قبل ذلك كانت بحكم المنتهية، وتبادل الطرفان اتهامات بعرقلة المفاوضات .
تغيرت الحكومة الإسرائيلية، وتغيرت الإدارة الأميركية، وقال الفلسطينيون إنهم يريدون وقفًا تامًا للاستيطان قبل العودة إلى مفاوضات جديدة مع حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة. رفض نتنياهو ذلك وأطلق العنان للبناء الاستيطاني، لكنه جُوبِه بضغوط أميركية كبيرة وتبنى الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما موقف الفلسطينيين في وقف الاستيطان ، قبل أن يتراجع عن مواقفه ويوجه صفعة للسلطة كادت تطيح بالرئيس الفلسطيني الذي قال نهاية العام الماضي إنه سيستقيل بعد فشله في تحقيق السلام.
وآنذاك اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاما من المفاوضات، مؤكدًا أن الرئيس محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
حاولت الولايات المتحدة معالجة الموقف، واقترحت مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، فوافق الفلسطينيون والدول العربية، لكن إسرائيل وجهت إهانة للولايات المتحدة بإعلانها عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس في مارس/آذار 2010 ووضعت الفلسطينيين في موقف حرج مبدية رفضها الأولي في إجراء أية مفاوضات جرّاء الإصرار الإسرائيلي على توسعة المستوطنات في أراضي الضفة الغربية
وافقت السلطة الفلسطينية في رام الله لاحقًا على بدء المفاوضات غير المباشرة لمدة 4 أشهر فقط؛ للوصول إلى حل لأزمة خانقة وجمود حقيقي للوصول إلى السلام المنشود
وعلى الرغم من مرور السنوات الطِوال منذ بدء أول جولة تفاوضيّة بين الجانبين الفلسطيني و(الإسرائيلي)، والذي تجاوز في مدته جيلا عمريّا كاملا؛ إلا أننا كفلسطينيين لم نحصل على أيِ شيءٍ من الممكن البناء عليه، وإكمال مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبار القدس عاصمةً لها، وعودة اللاجئين إلى ديارهم واسترداد أراضيهم المسلوبة، وخروج الأسرى من السجون الإسرائيلية، كمطالب أساسية رفعها المفاوض الفلسطيني منذ بداية جولات المفاوضات على اختلاف أوقات انعقادها، وأن كل الوعود التي يخرج بها عقب كل جولة يتبين لاحقًا أنّها مجرّد بالونات هواء تطير عاليًا ولا نعد نلقاها مرة أخرى ونعود من حيث بدأنا.
ولا بد للإشارة أن المكسب الوحيد خلال الوقت الحالي كان نِتاج مفاوضات غير مباشرة تمت عبر وسيط أوروبي لعرض تسجيل مرئي قصير عن الأسير الإسرائيلي "شاليط" يثبت أنه لا زال حيا وبصحة جيدة، فكانت صفقة الحرائر التي خرج بموجبها 19 أسيرة فلسطينية وخرج مع إحداهن طفلها الوليد الذي رأت مقلتاه النور وهو في الأسر، مفارقات كثيرة تتجلى كل يوم لكل متابعٍ للمشهد الفلسطيني ولملف المفاوضات على وجه الخصوص، كلّها تُجسّد بشكل واضح وجليّ أن الاحتلال (الإسرائيلي) من الممكن أن يتنازل وينحدر في مطالبه لو واجه خصما قويا متمسكا بالثوابت والحقوق، وأن المفاوض الفلسطيني بإمكانه انتزاع حقوقه المشروعة حين يكون أكثر صلابةً وقوةً وعنادًا ولا يتأثر بالحجم الكبير للضغوطات والصعوبات التي قد تواجهه.
منقول
حقائق وأرقام.... آمال وأوهام
منذ أوائل القرن العشرين والشعب الفلسطيني يواجه منفردًا مؤامرات وحروب تخللتها مجازر لم يعرفها التاريخ يومًا لانتزاع أرضه وتبديل هويته، كيف لا وهو يواجه فئة مجرمة شرسة من اليهود القادمين من بلاد مختلفة وبعيدة منتهجةً كل أساليب الشر والخبث؛ لطرد صاحب الأرض من أرضه وتشريده إلى المجهول بغية إنشاء كيان جديد على أنقاض تاريخ مقدس وجذور عربية.
كانت مقاومته الأولى تتمثل بالإضرابات والمظاهرات ثم تطوّر الأمر إلى المواجهة المسلحة البسيطة مقارنة بالقوة العسكرية الإسرائيلية المنظمة، فالشعب الفلسطيني مفتقر دومًا للتمويل المادي والعسكري، وسقط خلال هذه الآلاف من الشهداء دفاعًا عن الأرض والحرية.
وقررت الدول العربية 1964 تنظيم تلك المقاومة وتمثيلها عبر منظمة معتمدة من قِبلها، فأنشأت منظمة التحرير الفلسطينية وتولى رئاستها مجموعة بسيطة من الأفراد لفترة قصيرة، ثم أزاحتها مجموعة أخرى وهي "حركة فتح" برئاسة ياسر عرفات لتتولى فتح رئاسة المنظمة رسميًا، وتتزعم قوى المقاومة الفلسطينية .. كانت هذه الفترة ذهبية بما حققته من ضربات موجعة للمحتل الصهيوني امتدت حتى السبعينيات.
إعلان الدولة الفلسطينية
ولكن في 15 نوفمبر 1988 عقد المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعه في الجزائر ليعلن فيه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الدولة الفلسطينية على أراضي ال 67 وهنا بدأت مرحلة انتقالية جديدة تمثلت في مفاوضات طويلة نستعرضها معكم كحقائق وأرقام
تاريخ المفاوضات مع الصهاينة طيلة ستون عاماً وأكثر :
إنقر هنا لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
خطة تقسيم فلسطين هو الاسم الذي أُطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 ويُعرف بقرار 181، ويقضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، أي تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين، وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية.
الرفض والحروب كان حال المنطقة وامتد منذ ذلك الوقت وحتى انتهاء حرب 1973 لتبدأ هدنة مؤقتة ثم فصول من المفاوضات السرية والعلنية .
كانت بداية المفاوضات المباشرة والعلنية مع الكيان الصهيوني بين مصر وإسرائيل تمثلت في اتفاقية كامب ديفيد في 17 كانون الأول/سبتمبر 1978 كان فيها إقرار الحكم الذاتي للشعب الفلسطيني على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط .
مؤتمر مدريد للسلام
عقد اللقاء الأول وبشكل علني بين إسرائيل والدول العربية في 30 تشرين أول/أكتوبر- 1 تشرين ثاني/نوفمبر 1991 لوضع الخطوات الأولى نحو معاهدة السلام وإقرار الحق الفلسطيني وتم الإتفاق على مواصلة اللقاءات الثنائية لتحقيق السلام الشامل.
اتفاقية أوسلو
و تعتبر اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لإتمامها في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.
ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
اتفاق القاهرة
اتفاق القاهرة عام 1995: والذي وقعته إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية بوساطة أمريكية ومصرية في الرابع من مايو/ أيار عام 1994. ونصت تلك الاتفاقية على قيام حكم ذاتي فلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية، يمهد بالتدريج لقيام دولة فلسطينية مستقلة في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل. بيد أنه بعد مرور خمسة عشر عاما من اتفاق القاهرة يبدو أن كلا الطرفين بعيدان كلّ البعد عن تلك الأهداف، التي كانت قد رُسمت من قبل، كما يبدو أن تلك الآمال قد ذهبت أدراج الرياح.
اتفاق طابا
في 28 سبتمبر 1995 تم التوقيع على هذا الاتفاق في مدينة طابا المصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وعرف هذا الاتفاق باتفاق المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية. حيث تعهدت إسرائيل بالانسحاب من 6 مدن عربية رئيسة و400 قرية بداية 1996، وانتخاب 82 عضوًا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
اتفاق واي ريفر
اتفاق واي ريفر الأول 1998:
مُهّد لهذا الاتفاق باجتماع رئاسي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1998 ضم الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في منتجع واي ريفر.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول تم التوقيع على الاتفاق المشهور "باتفاق واي ريفر".وينص الاتفاق على مبدأ الأرض مقابل الأمن وأن إسرائيل ستنفذ مرحلة جديدة من إعادة الانتشار في 13% من الضفة الغربية مقابل قيام السلطة الفلسطينية بتكثيف حملتها ضد "العنف".
اتفاق واي ريفر الثاني 1999:
وقعه مع السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على الأساس نفسه الذي عقدت عليه "اتفاقية واي ريفر الأولى".
فقد وقع الطرفان بشرم الشيخ بمصر في يوم 4 سبتمبر/أيلول 1999 اتفاقية سميت "واي ريفر الثانية". وفي هذه الاتفاقية تم تعديل وتوضيح بعض نقاط "واي ريفر الأولى" مثل إعادة الانتشار وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وغير ذلك.
تقرير ميتشل
في 2001 قدمت اللجنة المشكلة برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل مقترحات سميت باسم "تقرير لجنة ميتشل".
خارطة الطريق
وفى عام 2002 جاءت خارطة الطريق وهو الاسم الذي أُطلق على مبادرة سلام في الشرق الأوسط. حيث كان هدف المبادرة بدء محادثات للتوصل إلى حل نهائي لتسوية سلمية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 وهي عبارة عن خطة سلام أعدّتها اللجنة الرباعية التي تضم كلًا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وتركز هذه الخارطة على نقاط من بينها: إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005، وهو ما لم يقع.
فالصهاينة بعد تأمل لها وإدخال شروطهم عليها قد قبلوها راجين منها أن تؤتي أكلها في تحجيم المعاناة اليهودية والمتمثلة في القلق الشعبي والصراعات الداخلية السياسية وانهيار المعنويات العسكرية وتخبط الاقتصاد في الدولة اليهودية جرّاء (العنف الفلسطيني) والانتفاضة التي احتار الجميع في حصارها وترويضها.
أما الجانب الفلسطيني المفاوض فلا شك أن حال السلطة الوطنية الفلسطينية أشد حرجًا أمام شعبها حيث فشلت على مدى سنوات عملية التفاوض السلمية ولم تفلح من خلالها أن تكون شيئًا أكثر من سوط في يد الجلاد الإسرائيلي وورقة توت لإسرائيل تقنن الوجود الإسرائيلي وتساعد الاحتلال.
هي ليست خارطة طريق ولكنها الشكل النهائي لإعلان وفاة العرب وصيغة العمل الجماعي العربي والإسلامي، وعلى شعوب المنطقة وأنظمتها أن تعي ما يُحاك لها. فهذه ليست خارطة طريق فحسب! ولكنها في الحقيقة خارطة طريق للقضاء النهائي على مقومات البقاء السياسي والثقافي والديني في العالمين العربي والإسلامي وما ذلك إلا تمهيدًا عمليًا لإقامة إسرائيل الكبرى تحقيقًا لنبوءات التوراة والإنجيل .
مؤتمر أنابوليس
و في 2007 دعا الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إلى عقد مؤتمر للسلام يُطلق مباحثات من أجل الوصول إلى حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية ذات حدود متصلة وقابلة للحياة عرف بمؤتمر أنابوليس.
انطلقت مفاوضات ماراثونية بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، وفي نهاية 2008 توقفت المفاوضات بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنها قبل ذلك كانت بحكم المنتهية، وتبادل الطرفان اتهامات بعرقلة المفاوضات .
تغيرت الحكومة الإسرائيلية، وتغيرت الإدارة الأميركية، وقال الفلسطينيون إنهم يريدون وقفًا تامًا للاستيطان قبل العودة إلى مفاوضات جديدة مع حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة. رفض نتنياهو ذلك وأطلق العنان للبناء الاستيطاني، لكنه جُوبِه بضغوط أميركية كبيرة وتبنى الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما موقف الفلسطينيين في وقف الاستيطان ، قبل أن يتراجع عن مواقفه ويوجه صفعة للسلطة كادت تطيح بالرئيس الفلسطيني الذي قال نهاية العام الماضي إنه سيستقيل بعد فشله في تحقيق السلام.
وآنذاك اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاما من المفاوضات، مؤكدًا أن الرئيس محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
حاولت الولايات المتحدة معالجة الموقف، واقترحت مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، فوافق الفلسطينيون والدول العربية، لكن إسرائيل وجهت إهانة للولايات المتحدة بإعلانها عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس في مارس/آذار 2010 ووضعت الفلسطينيين في موقف حرج مبدية رفضها الأولي في إجراء أية مفاوضات جرّاء الإصرار الإسرائيلي على توسعة المستوطنات في أراضي الضفة الغربية
وافقت السلطة الفلسطينية في رام الله لاحقًا على بدء المفاوضات غير المباشرة لمدة 4 أشهر فقط؛ للوصول إلى حل لأزمة خانقة وجمود حقيقي للوصول إلى السلام المنشود
وعلى الرغم من مرور السنوات الطِوال منذ بدء أول جولة تفاوضيّة بين الجانبين الفلسطيني و(الإسرائيلي)، والذي تجاوز في مدته جيلا عمريّا كاملا؛ إلا أننا كفلسطينيين لم نحصل على أيِ شيءٍ من الممكن البناء عليه، وإكمال مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبار القدس عاصمةً لها، وعودة اللاجئين إلى ديارهم واسترداد أراضيهم المسلوبة، وخروج الأسرى من السجون الإسرائيلية، كمطالب أساسية رفعها المفاوض الفلسطيني منذ بداية جولات المفاوضات على اختلاف أوقات انعقادها، وأن كل الوعود التي يخرج بها عقب كل جولة يتبين لاحقًا أنّها مجرّد بالونات هواء تطير عاليًا ولا نعد نلقاها مرة أخرى ونعود من حيث بدأنا.
ولا بد للإشارة أن المكسب الوحيد خلال الوقت الحالي كان نِتاج مفاوضات غير مباشرة تمت عبر وسيط أوروبي لعرض تسجيل مرئي قصير عن الأسير الإسرائيلي "شاليط" يثبت أنه لا زال حيا وبصحة جيدة، فكانت صفقة الحرائر التي خرج بموجبها 19 أسيرة فلسطينية وخرج مع إحداهن طفلها الوليد الذي رأت مقلتاه النور وهو في الأسر، مفارقات كثيرة تتجلى كل يوم لكل متابعٍ للمشهد الفلسطيني ولملف المفاوضات على وجه الخصوص، كلّها تُجسّد بشكل واضح وجليّ أن الاحتلال (الإسرائيلي) من الممكن أن يتنازل وينحدر في مطالبه لو واجه خصما قويا متمسكا بالثوابت والحقوق، وأن المفاوض الفلسطيني بإمكانه انتزاع حقوقه المشروعة حين يكون أكثر صلابةً وقوةً وعنادًا ولا يتأثر بالحجم الكبير للضغوطات والصعوبات التي قد تواجهه.
منقول