الذكر إذا سار إلى عرفات
وإذا سار إلى عرفات لبى وكبر
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات، منا الملبى ومنا المكبر وفيه دليل على مشروعية التلبية والتكبير عند المسير من منى إلى عرفات لأن ذلك وقع بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم.
----------------------
الدعاء يوم عرفة
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه الترمذي وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال الترمذي بعد إخراجه : حسن غريب من هذا الوجه، وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف، وأخرجه أيضا من حديثه أحمد بإسناد رجاله ثقات، ولفظه كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير وهذا اللفظ مصرح بأن أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة هو هذا الذكر، وقد استشكل بأن هذا الذكر ليس فيه دعاء، إنما هو توحيد وثناء، قيل : وقد سئل عن ذلك الحافظ سفيان بن عيينة، فأجاب بقول الشاعر :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
ثنائي أن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي إلخ " وفي إسناده قيس بن الربيع وفيه مقال.
وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده، قال أخبرنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر دعائي إلخ " ثم ذكر هذا الحديث باللفظ المذكور قبل ذلك، وقال في آخره " وشر بوائق الدهر " قال ابن حجر في المطالب العالية : موسى بن عبيدة ضعيف الحديث، وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي، وفي إسناده موسى بن عبيدة أيضا وهو الربذي، وأخوه عبد الله لم يدرك عليا.
(قوله : اللهم اجعل في قلبي نورا) قد تقدم شرح هذه الألفاظ.
(قوله : وأعوذ بك من وساوس الصدر) وهي ما يلقيه الشيطان في صدور العباد من الخواطر التي تجلب الشكوك حتى يكون ذريعة إلى معاصي الرب سبحانه وتعالى.
(قوله : وشتات الأمر) أي : تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له الأمور.
(قوله : يلج في الليل) أي : يدخل فيه وكذا ما يلج في النهار، والمراد ما يتصل بالناس من الشياطين وغيرهم في الليل أو في النهار.
(قوله : وشر ما تهب به الرياح) أي : شر ما يتأثر عنها من الضرر في الأبدان أو الأموال.
فإذا صلى العصر ووقف يرفع يديه، ويقول: الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد اللهم أهدني بالهدى، ونقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، ثم يرد يديه فيسكت قدر ما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه، ثم يقول، مثل ذلك الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما من طريق أبي مجلز أنه " كان مع ابن عمر، فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى، فلما صلى العصر وقف بعرفة، فجعل يرفع يديه، أو قال : يمد يديه، وقال : لا أدري لعله قال : دون أذنيه، وجعل يقول: الله أكبر " .
وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف، وقد ثبت الدعاء ورفع اليدين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن منيع في مسنده حدثنا شريج بن النعمان حدثنا حماد بن سلمة عن بشر بن حرب عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة فجعل يدعو هكذا، فجعل ظهر كفيه مما يلي صدره .
وقال أحمد بن منيع في مسنده أيضا حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة رافعا يديه حتى يرى ما تحت إبطيه والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر الله سبحانه وتعالى ودعاؤه مع رفع اليدين.
--------------------------
الذكر بعد الرجوع من عرفة إلى المشعر الحرام
وإذا رجع وأتى المشعر الحرام استقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث جابر رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا وهو من حديث جابر الطويل الذي اشتمل على ذكر حج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة.
------------------------
التلبية حتى يرمي الجمرة
ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى يرمي الجمرة.
------------------------
التكبير ورفع اليدين بالدعاء عند رمي الجمرات
وإذا رمى الجمار فإذا أتى الجمرة الدنيا رماها بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة أو مع كل حصاة، ثم يتقدم فيسهل، ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه البخاري، وهو من حديث يزيد بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة وقال في آخره: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وأخرجه أيضا مسلم لكنه رواه مع كل حصاة ، وأخرجه أيضا النسائي.
(قوله : الجمرة الدنيا) بضم الدال وبكسرها أي : القريبة إلى جهة مسجد الخيف، وهي أول الجمرات التي ترمى ثاني يوم النحر.
(قوله : فيسهل) بضم التحتية وسكون المهملة أي : يقصد السهل من الأرض وهو المكان المستوي الذي لا ارتفاع فيه.
(قوله : ويرفع يديه) قال ابن المنذري : ولا أعلم أحدا أنكر رفع اليدين في الدعاء عند الجمرة إلا ما حكي عن مالك.
---------------
الذكر عند الفراغ من الرمي
حتى إذا فرغ قال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو طرف من حديث ابن مسعود رضي الله عنه المتفق عليه انفرد بذكر هذا اللفظ أحمد بن حنبل في المسند، وأصل الحديث في الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل عن ابن مسعود أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، وقال : هكذا رمي الجمار الذي أنزلت عليه سورة البقرة وفي رواية من هذا الحديث أنه انتهى إلى جمرة العقبة فرماها من بطن الوادي بسبع حصاة وهو راكب يكبر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، ثم. قال هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة وفيه دليل على مشروعية هذا الدعاء مع التكبير. قال في فتح الباري : أجمعوا على أن من لم يكبر لا شيء عليه.
---------------------
الدعاء عند شرب ماء زمزم
وإذا شرب من ماء زمزم، فليستقبل القبلة ويذكر الله وليتضلع منه وليحمد الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه ابن ماجة والحاكم في المستدرك، وهو من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما : كنت جالسا عند عبد الله بن عباس فجاءه رجل، فقال : من أين جئت؟ قال : من زمزم. قال : فشربت منه كما ينبغي؟ قال : وكيف ذلك؟ قال : إذا شربت من مائها، فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثا، واشرب من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن آية ما بيننا وبين المنافقين أن لا يتضلعون من زمزم قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أيضا الدارقطني، وفيه استحباب الشرب من زمزم والاستكثار منه، وهو معنى التضلع، وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه.
وماء زمزم لما شرب له الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وصححه الحاكم وأخرجه الدارقطني، وفي لفظ للحاكم أن ابن عباس كان إذا شرب من ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء .
وفي الباب عن جابر رضي الله عنه عند أحمد وابن ماجة والبيهقي والدارقطني والحاكم وصححه النووي والدمياطي وحسنه ابن حجر، وعن ابن عباس عند ابن حبان وصححه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم .
وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البزار بإسناد صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم طعام طعم، وشفاء سقم
--------------------
الدعاء عند الذبح وما يسن فيه
فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده.
ويقول في الأضحية: بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر.
--------------------------------------------------------------------------------
قوله : (فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن، وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما، فسمى وكبر وذبحهما بيده
(قوله : سمى وكبر) فيه مشروعية التكبير مع التسمية.
(قوله : ووضع رجله على عرض خده) إنما فعل ذلك ليكون أثبت له، ولئلا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح.
قوله : (ويقول في الأضحية : بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم)
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتى به ليضحي به، فقال يا عائشة : هلمي المدية، ثم قال : اشحذيها على حجر ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله اللهم تقبل من محمد، وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به .
وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود، وفيه مشروعية شحذ الشفرة وإضجاع الكبش والتسمية، وسؤال الله عز وجل أن يتقبل ذلك.
قوله : (وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر) أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ظبيان وهو حصين بن جندب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلت له: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف. قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها، ثم قل: الله أكبر، الله أكبر، منك ولك الحمد، ثم سم ثم انحرها. قال : قلت : وأقول ذلك في الأضحية؟ قال : والأضحية قال الحاكم : صحيح على شرطهما.
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: صواف قياما، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم .
--------------------------------[b]
وإذا سار إلى عرفات لبى وكبر
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات، منا الملبى ومنا المكبر وفيه دليل على مشروعية التلبية والتكبير عند المسير من منى إلى عرفات لأن ذلك وقع بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم.
----------------------
الدعاء يوم عرفة
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه الترمذي وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال الترمذي بعد إخراجه : حسن غريب من هذا الوجه، وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف، وأخرجه أيضا من حديثه أحمد بإسناد رجاله ثقات، ولفظه كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير وهذا اللفظ مصرح بأن أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة هو هذا الذكر، وقد استشكل بأن هذا الذكر ليس فيه دعاء، إنما هو توحيد وثناء، قيل : وقد سئل عن ذلك الحافظ سفيان بن عيينة، فأجاب بقول الشاعر :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
ثنائي أن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي إلخ " وفي إسناده قيس بن الربيع وفيه مقال.
وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده، قال أخبرنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر دعائي إلخ " ثم ذكر هذا الحديث باللفظ المذكور قبل ذلك، وقال في آخره " وشر بوائق الدهر " قال ابن حجر في المطالب العالية : موسى بن عبيدة ضعيف الحديث، وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي، وفي إسناده موسى بن عبيدة أيضا وهو الربذي، وأخوه عبد الله لم يدرك عليا.
(قوله : اللهم اجعل في قلبي نورا) قد تقدم شرح هذه الألفاظ.
(قوله : وأعوذ بك من وساوس الصدر) وهي ما يلقيه الشيطان في صدور العباد من الخواطر التي تجلب الشكوك حتى يكون ذريعة إلى معاصي الرب سبحانه وتعالى.
(قوله : وشتات الأمر) أي : تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له الأمور.
(قوله : يلج في الليل) أي : يدخل فيه وكذا ما يلج في النهار، والمراد ما يتصل بالناس من الشياطين وغيرهم في الليل أو في النهار.
(قوله : وشر ما تهب به الرياح) أي : شر ما يتأثر عنها من الضرر في الأبدان أو الأموال.
فإذا صلى العصر ووقف يرفع يديه، ويقول: الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد اللهم أهدني بالهدى، ونقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، ثم يرد يديه فيسكت قدر ما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه، ثم يقول، مثل ذلك الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما من طريق أبي مجلز أنه " كان مع ابن عمر، فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى، فلما صلى العصر وقف بعرفة، فجعل يرفع يديه، أو قال : يمد يديه، وقال : لا أدري لعله قال : دون أذنيه، وجعل يقول: الله أكبر " .
وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف، وقد ثبت الدعاء ورفع اليدين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن منيع في مسنده حدثنا شريج بن النعمان حدثنا حماد بن سلمة عن بشر بن حرب عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة فجعل يدعو هكذا، فجعل ظهر كفيه مما يلي صدره .
وقال أحمد بن منيع في مسنده أيضا حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة رافعا يديه حتى يرى ما تحت إبطيه والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر الله سبحانه وتعالى ودعاؤه مع رفع اليدين.
--------------------------
الذكر بعد الرجوع من عرفة إلى المشعر الحرام
وإذا رجع وأتى المشعر الحرام استقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث جابر رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا وهو من حديث جابر الطويل الذي اشتمل على ذكر حج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة.
------------------------
التلبية حتى يرمي الجمرة
ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى يرمي الجمرة.
------------------------
التكبير ورفع اليدين بالدعاء عند رمي الجمرات
وإذا رمى الجمار فإذا أتى الجمرة الدنيا رماها بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة أو مع كل حصاة، ثم يتقدم فيسهل، ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه البخاري، وهو من حديث يزيد بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة وقال في آخره: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وأخرجه أيضا مسلم لكنه رواه مع كل حصاة ، وأخرجه أيضا النسائي.
(قوله : الجمرة الدنيا) بضم الدال وبكسرها أي : القريبة إلى جهة مسجد الخيف، وهي أول الجمرات التي ترمى ثاني يوم النحر.
(قوله : فيسهل) بضم التحتية وسكون المهملة أي : يقصد السهل من الأرض وهو المكان المستوي الذي لا ارتفاع فيه.
(قوله : ويرفع يديه) قال ابن المنذري : ولا أعلم أحدا أنكر رفع اليدين في الدعاء عند الجمرة إلا ما حكي عن مالك.
---------------
الذكر عند الفراغ من الرمي
حتى إذا فرغ قال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا.
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو طرف من حديث ابن مسعود رضي الله عنه المتفق عليه انفرد بذكر هذا اللفظ أحمد بن حنبل في المسند، وأصل الحديث في الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل عن ابن مسعود أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، وقال : هكذا رمي الجمار الذي أنزلت عليه سورة البقرة وفي رواية من هذا الحديث أنه انتهى إلى جمرة العقبة فرماها من بطن الوادي بسبع حصاة وهو راكب يكبر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، ثم. قال هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة وفيه دليل على مشروعية هذا الدعاء مع التكبير. قال في فتح الباري : أجمعوا على أن من لم يكبر لا شيء عليه.
---------------------
الدعاء عند شرب ماء زمزم
وإذا شرب من ماء زمزم، فليستقبل القبلة ويذكر الله وليتضلع منه وليحمد الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث أخرجه ابن ماجة والحاكم في المستدرك، وهو من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما : كنت جالسا عند عبد الله بن عباس فجاءه رجل، فقال : من أين جئت؟ قال : من زمزم. قال : فشربت منه كما ينبغي؟ قال : وكيف ذلك؟ قال : إذا شربت من مائها، فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثا، واشرب من زمزم، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن آية ما بيننا وبين المنافقين أن لا يتضلعون من زمزم قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أيضا الدارقطني، وفيه استحباب الشرب من زمزم والاستكثار منه، وهو معنى التضلع، وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه.
وماء زمزم لما شرب له الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وصححه الحاكم وأخرجه الدارقطني، وفي لفظ للحاكم أن ابن عباس كان إذا شرب من ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء .
وفي الباب عن جابر رضي الله عنه عند أحمد وابن ماجة والبيهقي والدارقطني والحاكم وصححه النووي والدمياطي وحسنه ابن حجر، وعن ابن عباس عند ابن حبان وصححه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم .
وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البزار بإسناد صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم طعام طعم، وشفاء سقم
--------------------
الدعاء عند الذبح وما يسن فيه
فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده.
ويقول في الأضحية: بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر.
--------------------------------------------------------------------------------
قوله : (فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن، وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما، فسمى وكبر وذبحهما بيده
(قوله : سمى وكبر) فيه مشروعية التكبير مع التسمية.
(قوله : ووضع رجله على عرض خده) إنما فعل ذلك ليكون أثبت له، ولئلا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح.
قوله : (ويقول في الأضحية : بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم)
الحديث أخرجه مسلم، وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد فأتى به ليضحي به، فقال يا عائشة : هلمي المدية، ثم قال : اشحذيها على حجر ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله اللهم تقبل من محمد، وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به .
وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود، وفيه مشروعية شحذ الشفرة وإضجاع الكبش والتسمية، وسؤال الله عز وجل أن يتقبل ذلك.
قوله : (وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر) أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ظبيان وهو حصين بن جندب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلت له: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف. قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها، ثم قل: الله أكبر، الله أكبر، منك ولك الحمد، ثم سم ثم انحرها. قال : قلت : وأقول ذلك في الأضحية؟ قال : والأضحية قال الحاكم : صحيح على شرطهما.
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: صواف قياما، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم .
--------------------------------[b]